اللاجؤون السوريون في السويد – معسكر غريتان

ما يزيد عن الف مواطن سوري وصلوا السويد منذ بداية العام الحالي طلبا للجوء. وبارتفاع العدد الى نسب لم تشهدها السويد منذ حرب البلقان خلال التسعينات، ترتفع حاجة مصلحة الهجرة الى اماكن اقامة للوافدين، بانتظار البت بطلبات لجوئهم. واحد من هذه الاماكن هو غريتان بالقرب من اوسترشوند، معسكر سابق للجيش السويدي اغلق عام 2005 وبقي خاليا لغاية العام الماضي عندما فتح ابوابه من جديد لاستقبال اللاجئين السوريين.

ما يستقبل الوافدين الى غريتان هو هذه المساحة الكبيرة الواقعة في واحدة من غابات محافظة يمتلاند، والتي يتناثر عليها ما يزيد عن 20 بيت، الصغير منها والكبير، جميعها حمراء اللون. البيوت التي كانت مركزا للجنود لغاية العام 2005، استأجرتها مصلحة الهجرة العام الماضي من مالكها الجديد وجعلت منها مكانا يقيم فيه من اختاروا اللجوء الى السويد طلبا للحماية.

الاعلانات والتحذيرات بالعربية منتشرة في اماكن مختلفة من المعسكر الكبير حيث ان العدد الاكبر من طالبي اللجوء الموجودين فيه حاليا، ما يزيد عن 100 شخص، هم من السوريين. صالة الطعام ليست فقط مكانا لتناول الوجبات، انما ملتقى للتسلية وتمضية الوقت. سهام وصلت من سوريا مع زوجها واطفالها الـ6، وتقول انها بدأت بالتعايش مع اسلوب الحياة الجديد

وعلى الرغم من ان وقت الغداء شارف على الانتهاء، الا ان الصالة لا تزال ملئية بالناس. البعض يخرج والاخر يدخل، فيما الاطفال يلعبون بين الطاولات التي يجلس عليها البعض الاخر. كابو طارق مثلا. بعد ان غادر دمشق الى ايطاليا حيث قضى مع زوجته وابنه قرابة 3 اشهر، يجلس الان مع عدد من طالبي اللجوء الاخرين على طاولة بمحاذاة النافذة. في الخارج ثلوج غطت المكان، وتمضية الوقت في غريتان في منتصف فصل الشتاء لا تبعث فيه الكثير من الحماسة

في احدى الغرف في المبنى المجاور، الذي يقع حوالي 100 مترا شمال صالة الطعام، يقف اولف يارنبري محاطا بالاطفال. جميع الاطفال ممن هم دون الـ16 من العمر في غريتان يذهبون الى صف لتعلم اللغة السويدية واولف، الذي قضى ما يزيد عن عام ونصف في غزة ومناطق اخرى في الشرق الاوسط يبدأ الحصة التعليمية بالغناء مع الاطفال. عددهم قد يختلف بين يوم واخر، من 2 الى 20 اعتمادا على عدد المقيمين في غريتان، وخلفياتهم التعليمية ايضا تختلف كما يقول اولف يارنبري ويتابع ان المهمة الاساسية هي تحضير التلاميذ للحياة المدرسية التي سيصادفونها فيما بعد في المجتمع السويدي

– بعض التلاميذ يبقون هنا لفترة ثلاثة اشهر، اما البعض الاخر فلعدة ايام. قليل من قواعد اللغة السويدية وبعض العبارات المستخدمة يوميا تكفي خلال هذه الفترة القصيرة، يقول اولف يارنبري مدرس الاطفال في معسكر غريتان.

الرجال يقيمون في بيت اخر. البعض منهم قدموا الى السويد بدون عوائلهم على امل احضارههم فور الحصول على حق الاقامة. في احدى غرف المبنى صالة فيها عدد من المقاعد والطاولات، وجهاز تلفزيون. معظم الجالسين هنا يتتبعون الاخبار على المحطات العربية. تطور الاحداث في سوريا هو ما يشغل بال الجميع، واحد منهم لؤي.

ريما نعمان 23 عاما وصلت وحدها من حمص وتجلس في البيت المخصص للنساء والعائلات. في غرفتها 4 اسرة وعلى طاولتها بعض الحلي. الحياة في غريتان تسير ببطء، فليس ثمة الكثير ما يمكن فعله.

البيوت هنا كثيرة. نزولا على طريق بمحاذاة مبنى المخصص للبريد، والى بيت صغير مؤلف من 4 او 5 غرف. هنا يجلس توماس هولمبري، المدير المؤقت لمصلحة الهجرة في يمتلاند. هولمبري، والذي تنتهي مهمته مع نهاية شهر شباط فبراير، يعود بعدها الى مركزه الاساسي في مصلحة الهجرة في شيلفتيو، ما يزيد عن 450 كلم باتجاه الشمال. توماس هولمبري يقول ان مصلحة الهجرة عادة ما تتلقى اشعارا، قبل يوم او يومين على الاكثر، بان عددا جديدا من طالبي اللجوء سيصلون الى معسكر غريتان.

– الاشهر الثلاثة الاولى يتخللها عدد كبير من الاجتماعات لاجراء التحقيقات المتعلقة بطلبات اللجوء وتعرف السكان على الامور الحياتية هنا، ومن المدهش ان الامور تسير بشكل جيد خاصة في مكان محدود فيه عدد كبير من الناس، يتابع المدير المؤقت لمصلحة الهجرة في يمتلاند، توماس هولمبري

ولكن ما هو المكان المثالي الذي يمكن لطالبي اللجوء الاقامة فيه بانتظار ان تقوم مصلحة الهجرة بالبت بطلبات لجوئهم؟

– هذا سؤال صعب…شقق عادية للسكن في مباني يقطن فيها اخرون وذلك لتسهيل التلاقي بين الناس، يقول توماس هولمبري من مصلحة الهجرة.

معاينة نسخة الحاسوب