تأشيرة السعودية السياحية 2020

ستصدر المملكة العربية السعودية لأول مرة تأشيرات سياحية خلال العام 2020، لمواطني 49 دولة، ليس من بينها المغرب. لن يُطلب من النساء الأجنبيات أن يصطحبن أو يرتدين ملابس محتشمة. مما يعني مزيدا من الحرية للسياح الأجانب الذين سيزورون المملكة.

قررت المملكة العربية السعودية فتح أبوابها للسائحين من خلال إصدار تأشيرات سياحية للأشخاص (رجال ونساء) الراغبين في زيارة هذا البلد. ويعتبر هذا الإجراء الأول من نوعه في تاريخ هذ المملكة المحافظة، لكن هذا الانفتاح لا يزال مقصورًا على قائمة تضم 49 دولة لا يظهر فيها المغرب.

في السابق، أصدرت السلطات السعودية تأشيرات فقط للحج والعمرة ورجال الأعمال ولم شمل الأسرة والمشاركين في المباريات والمسابقات الرياضية أو الأحداث الثقافية التي تستضيفها السعودية. لكن هذه التأشيرة ليست مفتوحة لجميع الجنسيات لأنها تقتصر فقط على مواطني 49 بلدا بما في ذلك 38 دولة أوروبية و 7 دول آسيوية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وتناقلت الصحف المغربية أن رسوم تأشيرة السياحة في السعودية قد حددت بمبلغ 80 دولارًا، ويجب إضافة مبلغ تأمين على السفر بقيمة 38 دولارًا. مدة صلاحية التأشيرة هي 360 يومًا من تاريخ الإصدار بشرط ألا تتجاوز مدة الإقامة 90 يومًا خلال كل زيارة و 180 يومًا في السنة.

سيكون السائح في السعودية من بين الدول المذكورة قادرًا على الحصول على تأشيرة إلكترونية، وسحبها من أجهزة مخصصة لهذا الغرض، في المراكز الحدودية والمطارات، وكذلك في القنصليات والسفارات السعودية في الخارج. حقيقة رئيسية في هذا الافتتاح، يمكن للمرأة الأجنبية زيارة المملكة العربية السعودية دون الحاجة إلى أن يرافقها رجل محرم. الأفضل من ذلك أنهن لن يجبرن على ارتداء ثوب محتشم في الشارع. لن يُطلب منهن بعد الآن ارتداء العباءة (الرأس)، ولكن لتجنب الإساءة إلى حساسية السعوديين الأكثر محافظة، سيُطلب منهم ارتداء ملابس تتميز بالحد الأدنى من الوقار والحشمة.

في النهاية، سيكون الهدف هو أن تصبح المملكة العربية السعودية خامس أكبر وجهة سياحية في جميع أنحاء العالم وخلق ما يصل إلى مليون فرصة عمل في هذا القطاع. لكن الخبراء يخشون من أن المنتقدين الدوليين لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، بما في ذلك القتل الدموي الذي تعرض له الصحفي المنشق جمال خاشقجي العام الماضي، ربما سيكون حدثا مفاجئا وغريبا نوعا ما للسياح الأجانب. خاصة وأن المملكة تحظر المشروبات الكحولية وحيث القيم الاجتماعية صارمة للغاية، لا تعتبر عمومًا وجهة “رائجة” للسياحة.

ذكرت بعض وسائل الإعلام أن السلطات السعودية طلبت من بعض الفنادق ألا تطلب الحالة الاجتماعية للضيوف. لا بد من الاعتراف بأنه منذ وصول ولي العهد محمد بن سلمان، اتخذت المملكة العربية السعودية العديد من التدابير للخروج من شرنقة الأيديولوجية التي تم حبسها منذ عقود. في مواجهة التقلبات في أسعار النفط، قرر المسؤولون في هذا البلد تنويع إيراداتهم الاقتصادية من خلال تطوير السياحة وتطوير “الرؤية الاستراتيجية 2030” من أجل سعودية الغد.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوعين فقط من الهجمات المدمرة التي تعرضت لها العديد من البنية التحتية النفطية السعودية ، والتي ألقت واشنطن باللوم فيها على إيران، والتي هزت أسواق الطاقة العالمية. وتأمل الحكومة، التي تواجه انخفاضًا نسبيًا في أسعار النفط، أن تنمو السياحة وتمثل 10٪ من إجمالي الناتج المحلي السعودي بحلول عام 2030.

معاينة نسخة الحاسوب